الفردوس مرادي مشرف
عدد الرسائل : 151 العمر : 32 الموقع : https://moody.forum-canada.com تاريخ التسجيل : 01/04/2008
| موضوع: سبب دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم[اللهم إليك أشكو ضعف قوتي... 2008-04-09, 1:37 pm | |
| خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكه بعد أن جهرا بالدعوه وبعدأن هاجر المسلمون إلى الحبشه من الاضطهادات المشركين وبعد فكرة الطغاة في إعدام النبي صلى الله عليه وسلم وبعد أسلام حمزة رضي الله عنه وبعد إسلام عمر بن الخطاب وبعد ميثاق الظلم والعدوان وبعد الثلاثة أعوام في شعب أبي طالب وبعد نقض صحيفة الميثاق وبعد عام الحزن التي اهتزت مشاعر الحزن و الألم في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم توالت عليه المصائب من قومه فقد تجرأوا عليه وكاشفوه بالنكال والأذى بعد موت أبي طالب فازداد غما على غم حتى يئس منهم وخرج إلى الطائف... هنا يأتي ذكر الدعاء فنحن أبتعدنا عن قرأة سيرة الرسول فلذالك ذكرة ماسبق...عذرا على الأطاله في شوال سنة عشر من النبوة خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ،وهي تبعد عن مكه ستين ميلا،سارها على قدميه جيئة وذهابا،ومعه مولاه زيد بن الحارثه،وكان كلما مر على قبيلة في الطريق دعاهم إلى الاسلام ،فلم تجب إليه واحدة منها ،فلماانتهى إلى الطائف عمد ثلاثة إخوة من رؤساءثقيف ، وهم عبدياليل ومسعودو حبيب أبناء عمرو بن عمير الثقفي ،فجلس إليهم ودعاهم إلى الله،والى نصرة الإسلام ،فقال أحدهم :هو يمرط ثياب الكعبة(أي يمزقها)،أن كان الله أرسلك ، وقال الاخر:أما وجد الله أحد غيرك ،وقال الثالث :والله لاأكلمك أبدا ،إن كنت رسولا لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام،ولئن كنت تكذب على الله ماينبغي أن أكلمك .فقام عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وقال لهم: إذا فعلتم مافعلتم فاكتموا عني. وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أهل الطائف عشرة أيام ،لا يدع أحدا من أشرافهم إلاجاءه وكلمه ،فقالوا:اخرج من بلادنا ،وأغروا به سفهاءهم ،فلما أراد الخروج تبعه سفهاءهم وعبيدهم ،يسبونه ويصيحون به ،حتى اجتمع عليه الناس ،فوقفوا له سماطين (أي صفين )وجعلوا يرمونه بالحجارة وبكلمات من السفه،ورجموا عراقيبه،حتى اختصب نعلاه بالدماء .وكان زيد بن حارثة يقيه بنفسه ،حتى أصابه شجاج في راسه ،ولم يزل به السفهاء كذلك حتى ألجأوه إلى حائط لعتبة وشيبهة ابني ربيعة ،على ثلاثه أميال من الطائف ،فلما التجأ إليه رجعوا عنه ،وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حبلة من عنب ، فجلس تحت ظلها إلى جدار فلما جلس إليه واطمأن ،دعا بالدعاء المشهور الذي يدل على امتلاء قلبه كابه وحزن مما لقي من الشدة،وأسفا على أنه لم يؤمن به أحد،قال: (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ،وقلة حيلتي ،وهواني على الناس ،يا أرحم الراحمين ،أنت رب المستضعفين ،وأنت ربي ،إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ؟أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ،ولكن عافيتك هي أوسع لي ،أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ،وصلح عليه أمر الدنيا والاخرة من أن تنزل بي غضبك ،أويحل علي سخطك ،لك العتبى حتى ترضى ،ولا حول ولا قوة إلا بك) فلما راه ابنا ربيعة تحركت له رحمهما ،فدعوا غلاما لهما نصرانيا،يقال له عداس،وقالا له: خذقطفا من هذا العنب واذهب به الى هذا الرجل.فلما وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مد يده قائلا: "بسم الله" ثم أكل . فقال عداس :إن هذا الكلام مايقوله أهل هذه البلاد ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من أي البلاد أنت ؟وما دينك ؟قال:أنا نصراني ،من أهل "نينوى ".فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرية الرجل الصالح يونس بن متى .قال له:ومايدريك مايونس بن متى ؟قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذاك أخي ،كان نبيا وأنا نبي ،فأكب عداس على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويديه ورجليه يقبلها. فقال ابنا ربيعة أحدهما للاخر:أما غلامك فقد أفسده عليك.فلما جاء عداس قالا له:ويحك ماهذا ؟قال ياسيدي،مافي الارض شيء خير من هذا الرجل ،لقد أخبرني بأمر لايعلمه الا نبي ،قالا له:ويحك يا عداس ،لايصرفنك عن دينك ،فإن دينك خير من دينه . ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق مكه بعد خروجه من الحائط كئيبا محزونا كسير القلب، فلما بلغ قرن المنازل بعث الله إليه جبريل ومعه ملك الجبال،يستأمره أن يطبق الاخشبين على اهل مكه. وقد روى البخاري تفاصيل القصة ـ بسندة ـ عن عروة بن الزبير ،أن عائشه رضي الله عنها حدثته انها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم:هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد ؟ قال:لقيت من قومك مالقيت ،وكان أشد علي من العقبة،إذ عرضت نفسي على ابن عبدليل بن عبد كلال ،فلم يجبني الى ماأردت ،فانطلقت ـوأنا مهموم ـ على وجهي ،فلم أستفق إلا وانا بقرن الثعالب ـوهو المسمى بقرن المنازل ـ فعرفت رأسي فإذا أنا بسحابه قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ،فناداني ،فقال :إن الله قد سمع قول قومك لك ،وما ردوا عليك . وقد بعث الله إليك ملك الجبل لتأمره بما شئت فيهم .فناداني ملك الجبل ،فسلم علي ،ثم قال :يا محمد ،ذلك ،فما شئت ،إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ـ أي لفعلت ،والأخشبان :هما جبلا مكه ،أبو قبيس والذي يقابله وهو قعيقعان ـ ،وقال النبي صلى الله عليه وسلم :بل أرجوأن يخرج الله عز وجل من أصلابهم من يعبد الله عزوجل وحده لايشرك به شيئا. وفي هذا الجواب الذي أدلى به الرسول صلى الله عليه وسلم تتجلى شخصيته الفذة ،وماكان عليه من الخلق العظيم الذي لا يدرك غوره. وهذه من صور صبر الرسول صلى الله عليه وسلم في نشر دعوته ورحمته لأمته.... اللهم أجزه خير ماتجزي به نبيا عن أمته وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم تسلما كثيرا ...__________________ اختكم الفردوس مرادي | |
|